الجمعة 24 ذو الحجة 1441هـ

الموافق 14 أغسطس 2020 م

 

الحمد لله حمداً كثيراً طيباً كما يحب ربنا ويرضى، والشكر له على ما أولى من نعم وأسدى، ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة نستجلب بها نعمه، ونستدفع بها نقمه، وندخرها عنده، ونشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وأصحابه الغر الميامين، نجوم الهدى ومصابيح الدجى، ومن سار على نهجهم واقتفى إلى يوم الدين.

أما بعد: فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله  اتقوا الله رحمكم الله، وتزودوا من ممركم لمقركم، واحذروا التوانيَ والغفلةَ، وأحسِنوا العملَ في هذه الدار، واجتهِدوا فيما بقي من الأعمار، طهِّروا بفيض الدمع أدرانَ القلوبِ، وأيقِظوها بتجافي الجنوب، جعلني الله وإياكم ممن تنفعه المواعظ الزاهرة، وجمع لي ولكم خيرَي الدنيا والآخرة، فمتاع الدنيا قليل، والآخرة خير لمن اتقى، ولا تُظلمون فتيلاً.

(وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ)

معاشر المسلمين: في دروب الحياة مواقف وعبر، وأحداث وغير، يتقلب فيها العباد بين أقدار وأقدار، وربك يخلق ما يشاء ويختار، وكل شيء عنده بمقدار. والعاقل الموفق هو من ينظر إلى الجانب المشرق الإيجابي، رغم الآلام والمصائب، ويبصر أي عطية، تحت غطاء كل بلية.. فقد استطاع وباء كورونا الجديد أن يوقف العبادة بالجوامع والمساجد، ويوقف العلم في المدارس والجامعات والمؤسسات التعليمية، ويوقف مصالح بعض البشر، ومنع بسببه السفر، وتعطلت الأعمال، وأغلقت أماكن التجمعات، واستنفرت له الدولُ كوادرها، وسخرت لمكافحته طاقاتها، ولن تحصى خسائر العالم بسببه، إذ فقد الملايين من البشر وظائفهم، وأفلست بسببه شركات ومؤسسات، واستدانت أكثر الدول، وتوقف نمو اقتصاد العالم.. إن أزمة هذا الوباء  وإن تضمنت خسائر لا تخفى، إلا أن في ثناياها جوانب إيجابية مشرقة، نستذكر شيئاً منها في هذا اليوم المبارك، لنحافظ على مكاسبنا في أزماتنا، ويكفي أن استشعار المنح والتحدث بها، هو نوع من شكر النعم: (وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ).. فمن الجوانب الإيجابية في هذه الأزمة أنها أيقظت قلوب كثير من الناس، فرأوا أن الدنيا غدارة دوارة، وأن الركون إليها غرور، فأعادهم الله إلى محاسبة أنفسهم تعظيماً وإجلالاً لخالقهم. كيف لا والقوى الأرضية، والاكتشافات البشرية، ضعفت وحارت أمام مخلوق لا تراه العيون، فما أضعف المخلوق وأعجزه، وما أقدر الله الخالق وأعظمه، وصدق الله العظيم: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ* وَمَا لَا تُبْصِرُونَ)..

ما أعظم الله جل جلاله، عندما نتأمل شيئاً من قدرته في هذا الوباء، الذي أقلق العالم أجمع  كيف لو أرانا الله جل وعلا  قوته التي لا حد لها  عياذاً بالله من غضبه، وأليم عقابه ..

إذا تأملنا ذلك جيداً، علمنا مدى ضعفنا مهما بلغنا من قوة، وجهلنا مهما بلغنا من علم، واحتياجنا له سبحانه، مهما كثرت جنودنا وعتادنا، وإن هذا يدعونا أن لا نتعلق إلا بالله،  ولا نتوكل إلا عليه ، ولا نلجأ إلا إليه.. عباد الله: ومن الجوانب الإيجابية في هذه الأزمة أنها حركت معاني الخيرية الكامنة في النفوس، فشعرنا أن النفوس قد حزنت وحنت، وأدركت نعمة المساجد لما أغلقت، ومنع التجمع للجمع والجماعات؛ لئلا تنتقل العدوى في الناس؛ فتألم المصلون لذلك، ومنهم من بكوا مساجدهم، فعظمت الشعائر في قلوب الناس، (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) وكان بعض المصلين من قبل كأنه يصلي من قبيل العادة، فلا يستشعر قيمة المساجد، ولا فضل الجمع والجماعات، وأهميتها في حياة المؤمن. فلما حيل بينه وبينها؛ أدرك نعمة الله تعالى عليه بها؛ ولذا فإن أهل الإيمان في أزمة الوباء،

يجدون شوقاً عظيماً للمساجد والجمع والجماعات. وإذا انتهى المنع من المساجد بانتهاء الوباء ستعمر بالمصلين وتعج بالقارئين والعاكفين والمتعلمين بإذن الله تعالى.

عباد الله: ومن الجوانب المشرقة في هذه الأزمة، أننا رأينا التكاتف والتعاون والسخاء بين الناس، فتدفقت صدقات أصحاب الأيادي البيضاء، من الجهات الرسمية والحكومية والمؤسسات الخيرية، والجهات الأهلية، طلباً للثواب، واستدفاعاً للعقاب، في تفريج الكربات ومساعدة ذوي الحاجات من الفقراء والأرامل والأيتام والمدينين والغارمين.

ومن الجوانب المشرقة في هذه الأزمة، أن هذا الوباء رسخ اعتزاز المسلمين بدينهم الذي جاء بالطهارة والوضوء والغسل والسواك والطيب والتطيب، ونظافة البدن والثياب والمكان وغيرها.. وإذا كانت منظمة الصحة العالمية تتواصى بالحجر الصحي وأنه هو الخيار الأمثل للنجاة من هذا الوباء، فإن هذا التوقي قد قاله نبيكم صلى الله عليه وسلم قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام.

أيها الأخوة والأخوات في الله: ومن الجوانب الإيجابية أننا رأينا تفهم الناس في استقبال الأوامر والنواهي الصحية، التي فيها مصلحتهم، مع أن هذا الأمر والنهي، يدخل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولم يقل أحد: إن هذا من باب سلب الحريات والتدخل في الخصوصيات، فلماذا يسمع مثل هذه الاعتراضات من البعض عندما يحذر الدعاة والمصلحون من الكبائر والمعاصي والذنوب والمحرمات؟ مع أن حفظ الأديان أعظم وأولى من حفظ الأبدان..

عباد الله: ومن الجوانب الإيجابية أن الحياة عادت لدى كثير من البيوت، فعاد للبيت حلاوته وجماله، وأصبح هو الملاذ والأمان والراحة والاطمئنان، وتعمقت الصلات داخل الأسرة، وظهر حنان الآباء، وبر الأبناء، وبنت في النفوس الشيء الكثير، وتلك نعمة عالية، غابت مع مشاغل الأيام الخالية.

أيها المؤمنون: ومن إيجابيات الأزمة عالمياً: أنها جففت كثيراً من منابع الفساد، وتطهرت الأرض من كثير من صور الانحراف فيها، فانحسرت الجرائم والسرقات، وخف الترويج للمخدرات، وتعطلت الحفلات الماجنة والمحرمات، وتراجعت حوادث العنف والإرهاب في العالم، وغابت كثير من خطايا القلوب من الكبر والحسد، والغل والبغضاء.

عباد الله: ومن الجوانب المشرقة في الأزمة: الاهتمام بالمجال الطبي ودعمه، وظهور الوعي الصحي، واهتمام أفراد المجتمع بصحتهم، ونظافتهم، ومأكلهم، وملبسهم، وغابت كثير من العادات السيئة، ومنها إدمان الأكل خارج المنزل… ومن فوائد الأزمة: أن الأسر والأفراد تستطيع أن تعيش في خير وفلاح، وأن تصنع ترفيهها المباح، بلا منكر أو محرم أو صخب وصياح.

ومن إيجابيات الأزمة: ظهور ثقافة الإنجاز عن بعد، واقتناع الأفراد في الوزارات والدوائر الحكومية والمؤسسات بإنجاز المعاملات وإنهاء مصالح الآخرين وهم في بيوتهم، والتعليم عن بعد قد سجل نجاحاً طيباً مباركاً في ظل هذه الأزمة الخانقة المفاجئة.

ومن جماليات هذه الأزمة: أن جمال الحياة يكون بلا تكلف وإسراف، وأن السعادة لذة شعورية يمكن أن يعيشها المرء بلا منافسة في مظاهر فارغة، أو مجاراة في شكليات.

ومن إيجابيات الأزمة المشرقة: أن المجتمع بحاجة ملحة، إلى أن يرجع في أزماته وشدائده إلى أهل العلم والطب والخبرة من الأطباء والممرضين والمسعفين المدنيين والعسكريين ورجال الأمن والدفاع المدني  والإعلاميين، ممن يضحون ويبذلون لنفع الغير، فحقهم الدعاء، والتكريم والشكر والثناء فهؤلاء هم في الصدارة وفي الصفوف الأمامية للمجتمع، فلنعد ترتيب الأولويات في الاهتمام والمتابعة ولننزل الناس منازلهم في زمن اختلت فيه الأولويات في إعطاء الصدارة واتخاذ القدوات.. وإننا بهذه المناسبة لنتقدم بالشكر والتقدير لجلالة الملك حمد بن عيسى حفظه الله ورعاه لحرصه على دعم وتكريم فريق البحرين الوطني والعاملين في الصفوف الأمامية من الكوادر المختلفة التي تعمل بكل تفاني واجتهاد للتصدي لهذه الجائحة ولحماية المواطنين والمقيمين والحفاظ على صحتهم وسلامتهم من هذا الوباء.. والشكر موصول أيضاً لسمو رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله ورعاه لمبادرته النبيلة باعتماد يوم للطبيب البحريني وتخصيص جائزة باسم سموه تقديراً ودعماً وتشجيعاً للطبيب البحريني والطواقم الطبية والتمريضية والصحية والإدارية من أجل بناء وطن متقدم ومتطور.

عباد الله: ومن الجوانب الإيجابية المشرقة في هذه الأزمة: استشعار الناس أهمية الاستجابة للنظام الذي فيه مصلحة لهم، وهذا أمر شرعي مأجور فاعله، قبل أن يكون عملاً تنظيمياً إلزامياً؛ ولذا جاءت الشريعة الإسلامية بمبدأ السمع والطاعة للحاكم وولي الأمر بالمعروف، فكيف إذا تضمن الأمر مصلحة عامة ظاهرة؟

أيها الأخوة والأخوات: ما أجمل أن يعيش المرء إيجابياً في حياته فالبؤس والقلق، والحيرة والضيق، لن تصنع مستقبلاً، ولن تنجز عملاً. فهذه الأيام التي نعيش توفر فيها من الوقت والفراغ ما لم يتوفر في غيرها، فاجعلها يا عبد الله محطة لبناء ذاتك وتطوير قدراتك، وأعد ترتيب أولوياتك، فاجعل من هذا التفرغ محطة للإنجاز في أمر دينك أو دنياك، وقديماً قال الشاعر:

والوقتُ أَنْفَسُ مَا عُنِيْتَ بِحِفْظِهِ

وَأَرَاهُ أَسْهَلُ مَا عَلَيْكَ يَضِيْعُ

أيها المؤمنون: سوف ينتهي وباء كورونا بإذن الله تعالى، ولكن أتمنى بعد انتهائه، أن نعود بإيمان أقوى، بحب أعظم، بمشاعر أصدق، بفكر أنضج، بقلب أوسع، بنفس أصبر، برؤية مختلفة تجعلنا أوعى، تجعلنا نحمد الله عز وجل في كل لحظة، على كل نعمة صغيرة كانت أو كبيرة.

فاللهم إنا نسألُك العفوَ والعافيةَ، في الدنيا والآخرةِ، اللهمَّ إنا نسألُك العفوَ والعافيةَ، في دِيننا ودنيانا وأهلنا ومالنا، اللهمَّ استُرْ عوراتنا، وآمِنْ روعاتنا، وأحفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا، وعن أيماننا، وعن شمائلنا، ومن فوقنا، ونعوذُ بعظمتك أن نغْتَالَ من تحتنا يارب العالمين.

نفعني الله وإياكم بالقران العظيم، وبهدي سيد المرسلين، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله الذي جعل بعد الشدة فرجاً، ومن الضر والضيق سعة ومخرجاً، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبد الله ورسوله، أفضل رسله وخاتم أنبيائه، صلى الله عليه وعلى آله وأزواجه وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد فيا أيها المسلمون: الحياة الدنيا مليئة بالمحن والمتاعب، والشدائد والنكبات، إن صفت يوماً كدرت أياماً، وإن أضحكت ساعة أبكت أياماً، لا تدوم على حال، (وَتِلْكَ ٱلاْيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ ٱلنَّاسِ) ولا يزيل الآلام، ويكشف الكروب إلا الله علام الغيوب، الذي يجيب المضطر إذا دعاه، فإذا دهمتك يا عبد الله مصائب الحياة، وضاقت عليك الأرض بما رحبت، فتذكر أن لك ربًّاً يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، وتذكر أن بعد الشدة فرجاً… إذا وقع بك يوماً البلاء، وضاق بفُسحة العيش الفضاء، فتذكر أنك لست أولَ من عانى مثلَه، وقد ابتلي قبلك أقوام فزال البلاء، وذهبت الشدة وجاء الفرج. ولقد وعد الله سبحانه وتعالى  عباده بالسعة بعد الضيق، وبالعافية بعد البلاء، وبالرخاء بعد الشدة، وباليسر بعد العسر، (فَإِنَّ مَعَ ٱلْعُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ ٱلْعُسْرِ يُسْراً) ويقول صلى الله عليه وسلم: (وأن الفرج مع الكرب، وإن مع العسر يسراً)… عباد الله: إن فرج الله آتٍ لا محالة، وإن هذا البلاء ( وباء كورونا) سوف يرفع بإذن الله، وعلينا أن نحسن التعامل معه ببذل الأسباب المادية والشرعية، والالتزام بالإرشادات الصحية، والثقة بحسن تدبير الله ولطفه سبحانه، ولقد انقسم الناس بسبب وباء كورونا من حيث التعامل معه إلى أقسام، فكان الأفضل منهم صنفان، الأول: وهم المتضرعون بالدعاء والاستغفار والتوبة، لكشف الغمة وهذا البلاء عن الأمة، لأنهم يدركون أنه: (ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة) ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ تعالى ﻣُﺮﻏِّباً ﻟَﻨﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ: (ﺃَﻣَّﻦْ ﻳُﺠِﻴﺐُ ﺍﻟْﻤُﻀْﻄَﺮَّ ﺇِﺫَﺍ ﺩَﻋَﺎﻩُ ﻭَﻳَﻜْﺸِﻒُ ﺍﻟﺴُّﻮﺀَ ﻭَﻳَﺠْﻌَﻠُﻜُﻢْ ﺧُﻠَﻔَﺎﺀَ الأﺭْﺽِ ﺃَﺇِﻟَﻪٌ ﻣَﻊَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻗَﻠِيلاً ﻣَﺎ ﺗَﺬَﻛَّﺮُﻭﻥَ) الصنف الثاني: وهم الساهرون بالمختبرات لإيجاد العلاج، والأطباء والممرضون والمسعفون المدنيون منهم والعسكريون، ومن يحفظ الأمن وينشر الأمان والطمأنينة بين الناس. أما الأسوأ بين الناس من حيث التعامل مع أزمة هذا الوباء: فهم قساة القلوب الذين لا يعتبرون بما حل بالأمة والعالم من بلاء ووباء، ولا تؤثر فيهم الآيات والنذر فلا يرتدعون ولا يتوبون من ذنوبهم ومعاصيهم. وصدق الله في وصفهم : (فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) ومنهم المروعون والمهولون لهذا المرض، الذين ينشرون اليأس والإحباط في حياة الناس، ومنهم اللامبالون والمستهترون بخطورة المرض وآثاره على الأفراد والمجتمعات والأوطان والدول، ومن هذا الصنف، الذين يستغلون الأزمات، ويرقصون على جراح الناس، كبعض التجار وأصحاب الأموال الذين لا يستخدمون هذه النعم في رفع الضيق والحرج عن الآخرين. أما المميزون من الناس في هذه الأزمة، فهم ناشرو الوعي الصحي، والمطمئنون للناس والمتفائلون بغدٍ أفضل والمستبشرون برفع البلاء والواثقون بلطف الله ورحمته وحكمته، وكذلك من يتبعون التعليمات الصحية والإرشادية بصمت ويطبقونها استشعاراً منهم بالمسئولية وبواجبهم في تقليل الأخطار وحماية النفوس. وتقليل التكاليف الناتجة عن انتشار مثل هذه الأمراض والأوبئة، فانظر يا أيها المسلم ويا أيتها المسلمة من أي صنف أنت رعاك الله. فاتقوا الله عباد الله وراقبوه وبادروا أيامكم بالأعمال الصالحة، وتفقدوا أحوال بعضكم البعض، وانظروا في حال الفقراء والأرامل والأيتام والمساكين والمحتاجين والغارمين والمدينين، وتعاونوا فيما بينكم، واسألوا ربكم العفو والعافية، والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة، وأحسنوا الظن بربكم وتوكلوا عليه، وابذلوا ما استطعتم من الأسباب، وفروا من قدر الله إلى قدر الله، تفلحوا وتفوزوا في الدنيا والآخرة.

اللَّهُمَّ إِنِّا نسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ: عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْنا مِنْهُ وَمَا لَمْ نعْلَمْ، وَنعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْنا مِنْهُ وَمَا لَمْ نعْلَمْ. اللَّهُمَّ إِنِّا نسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا سَأَلَكَ منه عَبْدُكَ َونَبِيُّكَ محمد، وَنعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا اسْتَعَاذَك منه عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ محمد وعبادك الصالحون. اللَّهُمَّ إِنِّا نسْأَلُكَ الْجَنَّةَ، وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَنعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَنسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ كُلَّ قَضَاءٍ قَضَيْتَهُ لِنا خَيْراً.

اللهم أحفظ بلادنا البحرين وبلاد الحرمين الشريفين، وخليجنا، واجعله آمناً مطمئناً سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين.

اللهم وفق ولاة أمورنا لما تحب وترضى، وفق ملكنا حمد بن عيسى ورئيس وزرائه خليفة بن سلمان  وولي عهده سلمان بن حمد،اللهم أصلح بطانتهم، ووفقهم للعمل الرشيد، والقول السديد، ولما فيه خير البلاد والعباد إنك على كل شيء قدير.

اللهم وفِّق المسئولين في فريق البحرين الوطني ورجال جيشنا وأمننا، وصحتنا وإعلامنا وجميع المتطوعين، اللهم اجزهم خير الجزاء وأوفاه، على ما قدموا للبلاد والعباد، يا ذا الجلال والإكرام…

اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، وكن لهم ناصراً ومؤيداً، واحقن دماءهم، وألف بين قلوبهم، اللهم أنقذ المسجد الأقصى من عدوان المعتدين، ومن احتلال الغاصبين، اللهم اجعله شامخاً عزيزاً إلى يوم الدين.

اللهم اكشف عنا الوباء، اللهم أنت الشافي، والكافي، والمعافي، اشف مرضانا، ومرضى المسلمين والعالمين، من (كورونا) وغيرها من الأوبئة والأسقام، يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا، ونفس كروبنا، وعاف مبتلانا، واشف مرضانا، واشف مرضانا، برحمتك يا أرحم الراحمين.

الْلَّهُمَّ نَوِّرْ عَلَىَ أَهْلِ الْقُبُوْرِ مَنْ الْمُسْلِمِيْنَ قُبُوْرِهِمْ، وَاغْفِرْ لِلأحْيَاءِ وَيَسِّرْ لَهُمْ أُمُوْرَهُمْ، الْلَّهُمَّ صَلِّ وَسَلَّمَ وَزِدْ وَبَارِكَ عَلَىَ سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَىَ آَلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ.

(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ  وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)

   خطبة جامع الفاتح الإسلامي – عدنان بن عبد الله القطان – مملكة البحرين